في كل عام لنا الآمالُ تبتسمُ
.
|
|
ويُبْسَطُ الفضلُ والآلاء والنعمُ
.
|
هَزَّ الوجودَ نداءٌ راح يَغْمرهُ
.
|
|
فَيْضاً به الجودُ والإحسانُ والكرمُ
.
|
كأنما الكونُ تسبيحٌ لحالقَهَ
.
|
|
في كل هَمْسِ شُعاعٍ خافقٌ وفَمُ
.
|
ولمسةٍ كرفيفِ الروح من يدِه
.
|
|
تُحيا وتُبعثُ من أجداثها الرِّمَمُ
.
|
يا طَيْبَةَ النّورِ يا فجر الحضارة يا
.
|
|
نبعاً تَفَجَّرَ منهُ الكوثرُ والعَمِمُ
.
|
في ظلها دوْحةُ الأنار باسقةٌ
.
|
|
فروعُها بالجَنى تَزهو وتبتسمُ
.
|
الناصرونَ رسولَ اللهِ ما انحرفتْ
.
|
|
بِهمْ سَبيلٌ ولا زّلَّتْ بهمْ قَدَمُ
.
|
والمسرعونَ إلى الميدان إن عصَفتْ
.
|
|
ريحُ القتالِ ونارُ الحربِ تَضطرمُ
.
|
وَسَلْ حُنَيْناً وقد جاءتْ فيالقُها
.
|
|
تَيّاهَةً من رسولٍ الله تَنتقمُ
.
|
وزُلْزِلَ القومُ والميدانُ مُستعِرٌ
.
|
|
باللافحاتِ وكادَ الصفُّ يَنْخَرِمُ
.
|
والمصطفى ثابتُ كالطوْدِ تَغمرُهُ
.
|
|
سَكينةُ الهِ نِبراسٌ ومُعتصَمُ
.
|
فأقبلت عصبةُ الأنصار خائضةً
.
|
|
قَلْبَ العُبابِ ومَوجُ الموتِ يَلتطمُ
.
|
يَفْدونَ أحمدَ في الجُلى فكلُّ فتىً
.
|
|
في مَوْقدِ النار مُنْقَضٌّ ومقتحمُ
.
|
ويَقْسِمُ الفَيْءَ والأنصارُ واجمةٌ
.
|
|
عن العطايا، وعند الموتِ ما وَجموا
.
|
مغانُم الحربِ ما كانتْ مطامحَهُمْ
.
|
|
أغنى من الكنز حُبُّ الموتِ عِندَهمُ
.
|
وعُرْوةٌ برسولِ الله تَربِطهمْ
.
|
|
وثيقةٌ دونَها الأنسابُ والرَّحِمُ
.
|
يا أمةً قُطِّعتْ أشلاؤها مِزَقاً
.
|
|
حتى أحاطَ بها كالقَصعَةِ الأممُ
.
|
لَمْ يبقَ في جسمها الواهي سوى رَمَقٍ
.
|
|
أدوى به الوهنُ والأوصابُ والسَّقَمُ
.
|
هُزّي بعزم رسولِ الله عَزمتَهُ
.
|
|
تَرجعْ له الروحُ، والأشلاءُ تلتئمُ
.
|
أنَقْرَأُ اليومَ بالألحان سيرتَهُ
.
|
|
كالأغنيات، ونحن الصمُّ والبُكُمُ
.
|
تاهَ الصليبُ وقد عادتْ فيالِقُهُ
.
|
|
وحُرِّقِ المِنبرُ القُدْسيُّ والحَرَمُ
.
|
عَرينةُ الأُسْدِ ما عادت مزمجرةً
.
|
|
ماتَ الزئيرُ ودِيْسَ النابُ والأُجُمُ
.
|
ثعالبُ الغدرِ من صهيوْنَ تنهشُها
.
|
|
واستأسدَ الهِرُّ في الأوطانِ والقَزمُ
.
|
يا أمّةَ الفتح ما الفجرُ البشير به
.
|
|
ناءِ، ولا أمسُهُ الوَضّاءُ مُنصرِمُ
.
|
لكنْ نأى عنه من خارتْ عزائمهمْ
.
|
|
عن الجهاد وإن سادوا وإن حكموا
.
|
مُكلَّلونَ بتاجِ الذلِّ تَحْسَبُهُمْ
.
|
|
من النماريد قد عَزُّوا وقد عَظُموا
.
|
وهمْ لسلطانِ أميركا وقيصرها
.
|
|
وعرشِهِ الفَظّ في أوطانهمْ خَدَمُ
.
|
رضوا بما حكمتْ من ذَبح أمتهمْ
.
|
|
في مجلس (الرعب) وهي الخصم والحكمُ
.
|
ما مجلسُ الرعب؟ ما صُنَّاعُ آلته؟
.
|
|
أيدٍ تُمزِّقُ والأفواهُ تَلتهمُ
.
|
دارٌ تُشَرَّحُ أجسادُ الشعوبِ بها
.
|
|
كأنما البَشَرُ الفئرانُ والبُهُمُ
.
|
عَزّتْ يدُ الباطل الباغي وسادَ به الـ
.
|
|
أشرارُ، والحقُّ مسلوبٌ ومهتضمُ
.
|
فَسَلْ فلسطينَ والبوشناقَ ما فعلتْ
.
|
|
أيدي الجناةِ وما قالوا وما زعموا
.
|
وما تساقَوْا من الانخابِ أو شربوا
.
|
|
من الدماء فما سالت وما طَعِموا
.
|
حَتّامَ تَنْعِقُ غِربانُ السفوحِ وفي
.
|
|
أصواتها اليأسُ والظلماءُ والشؤُمُ
.
|
مصانعُ الغربِ سَوّتهمْ فراعنةً
.
|
|
ومَلَّكتهمْ عروشَ الأوطانَ فاستنموا
.
|
تلك المدارسُ لم تمنحْ شهادتَها
.
|
|
في الحكم إلا لمن خانوا ومن ظَلَموا
.
|
ومن أقاموا على أوطانهم حرساً
.
|
|
عَبْداً لمن سَلبوا الأوطان واقتسَموا
.
|
قد اتقنوا الزيفَ والتضليلَ واستبقوا
.
|
|
فكل فردٍ خبيرٌ حاذقٌ فَهِمُ
.
|
له يدٌ بالدمِ القاني مُضَرَّجَةٌ
.
|
|
وجَبهةٌ بسوادِ العارِ تتسمُ
.
|
أمْجادُه السوْطُ والأغلالُ يصنعها
.
|
|
والمِخلبان ونابٌ فاتِكٌ نهِمُ
.
|
ويَدّعي أنه الفاروقُ تَغمرُهُ
.
|
|
شمائلُ العدلِ والأخلاقُ والشيَمُ
.
|
ويدعي أنه في الحرب فارسُها
.
|
|
وأنه في قتال الرومِ مُعْتَصِمُ
.
|
فإنْ تَلَظّتْ بِحَرّ النارِ ساحتُها
.
|
|
ولَّى من الزحفِ والميدانُ مُحتدِمُ
.
|
يخوضُها بفؤادٍ راجفٍ هَلِعٍ
.
|
|
ويَدّعِي النصرَ فيها وهو منهزم
.
|
يا طَيْبَةَ النور يا ميلادَ مَشْرِقِهِ
.
|
|
متى يعودُ شباباً مجدُنا الهَرِمُ؟
.
|
خِلافةٌ وَيَدُ الصدّيقِ تُرسِلها
.
|
|
راياتِ نصرٍ من الكذّابِ تنتقمُُ
.
|
والقادسيةُ واليرموك شامخةٌ
.
|
|
ويومُ حطينَ والأبطالُ تصطدمُ
.
|
والقدسُ يَنزاحُ عن أنفاسهِ شَبَحٌ
.
|
|
جاثٍ، ويُكشفُ عنه الكرَربُ والغُمَمُ
.
|
عَراهُ صَرْحٌ من الإيمان نرفعهُ
.
|
|
بحبلِهِ في اتحادِ الصف نعتصمُ
.
|
نُطالعُ الصفحات الغُرّ ناصعةً
.
|
|
لآلئاً فوق صدر الدهر تنتظمُ
.
|
ونقرأ الوحيَ غضّاً، والقلوبُ بهِ
.
|
|
تَحيا من الوَهْنِ لا يأسٌ ولا سأمُ
.
|
عهد من النور قد مَرّتْ نضارتُهُ
.
|
|
كأنهُ الطيفُ للرائي أو الحُلُمُ
.
|
واليومَ عادتْ غواشي الليل واجبةً
.
|
|
تَطْغَى، وآفاقُها تجتاحُها الظُّلَمُ
.
|
والجاهليةُ سَكرى في تبجُّحِها
.
|
|
تَزْهو، ويختالُ في عليائِه الصنمُ
.
|
وعادَ وجهُ بُعاثٍ في تجهمِهِ
.
|
|
يَرْبَدُّ، والحقدُ في الأعماقِ مضطرمُ
.
|
ووحدةُ الصفِّ أطلالٌ مهدمةٌ
.
|
|
تنهارُ، والشملُ بحدِّ النصلِ منقسمُ
.
|
وأمّةُ المجدِ والجزّارُ ينحرُها
.
|
|
فكل شِلْوٍ بحدِّ النصلِ منقسمُ
.
|
هذي الحدوُدُ التي مُدّتْ حواجزُها
.
|
|
سجنٌ، فكلُّ مقيم فيه مُتّهَمُ
.
|
وساحةُ القدسِ ذاتُ الخدْرِ مُرخَصةٌ
.
|
|
للغاصبينَ، على أضلاعها جَثَموا
.
|
تئنّ تحت نِعال الجندِ شاكيةً
.
|
|
هَتْكَ العَفافِ، وفي أحشائها الألمُ
.
|
والبحرُ تختالُ فُلْكُ المعتدينَ على
.
|
|
أمواجهِ، وهو ساهٍ مطرقٌ وَجِمُ
.
|
ما للمآذنِ تكبي والأذنُ بها
.
|
|
نَوْحٌ ومَدْمَعُها الهَتّانُ مُنْسَجِمُ
.
|
وخيلُ حطينَ فيها غيرُ منجِبَةٍ
.
|
|
مُهْرَ الجهادِ وفي أرحامها العَقَمُ
.
|
أين الفتوحاتُ يا حطينُ، أين مضتْ
.
|
|
ابطالُها يا صلاحَ الدين أين هُمُ
.
|
قم غازياً صائلاً كالليث مقتحماً
.
|
|
فكمْ تصولُ وكم تغزو وتقتحمُ
.
|
فأرضنا أيِّمٌ لا سيفَ يحرسها
.
|
|
وساكنوها أُسارى: الذُلُّ واليَتَمُ
.
|
خِلافةٌ شِرعةُ الرحمن مَنهجُها
.
|
|
لهديها أمةُ الإسلام تَحتكمُ
.
|
لم يَنْبُ سيفٌ بأيدي الفاتحين على
.
|
|
ساح الجهاد، ولم يسقطْ لها عَلَمُ
.
|
يا ربِّ أَرجعْ إلى الأيامِ نَضْرتَها
.
|
|
ساد الظلامُ وساد الظالم الغَشِم
.
|
لقد ظلمنا بتركِ النهج أنفسنا
.
|
|
وأنت يا ربُّ جبارٌ ومنتقمُ
.
|
هذا الكتابُ جديدٌ بين أظهرنا
.
|
|
فيه الرشادُ وفيه الحُكْمُ والحِكَمُ
.
|
نرنو إليه وفي أبصارنا عَمَهٌ
.
|
|
من الضلال وفي آذاننا صَمَمُ
.
|
على الصراطِ الحميد المستقيمِ به
.
|
|
سَدّدْ خُطانا، ومِنْكَ الفضلُ والكرمُ
.
|