كَبِّرْ وسُلَّ سيوفاً كلُّها غضبُ
.
|
|
وأَوْقِدِ الفجرَ ناراً كلُّها شُهُبُ
.
|
كبّر، ففي صخرةِ التكبيرِ زمجرةٌ
.
|
|
تُضَعْضِعُ الكفرَ.. تُدميهِ.. وتَلْتَهبُ
.
|
شقّ العنانّ، عنانَ الأُفقِ، كيف عَلا
.
|
|
هُتافَ حَقٍّ تُدوّي بعدَهُ السُّحُبُ:
.
|
لا شمسَ توقفُ زحفي اليومَ، لا قمرٌ
.
|
|
وإنْ أُحِلاَّ على جنبَيَّ يا عَرَبُ!
.
|
فدارُ (أَرْقَمَ) شدَّ الرحلَ ساكنُها
.
|
|
وقربَ أبوابِها قَدْ أُلقيَ الرُعُبُ
.
|
وغارُ (ثورٍ) سَدَدْنَا بابَ مَدْخَلِهِ
.
|
|
فليسَ من ثالثٍ في الغارِ تَرْتَقِبُ
.
|
دمّرتُ قيدي، وتلكَ الدربُ أسلكها
.
|
|
إليكِ يا قدسُ، والأشواكُ تَ،ْتَصِبُ
.
|
|
* * *
|
|
لا شيء يوقف زحفي اليومَ… لا قممٌ
.
|
|
ولا اتفاقٌ ولا حِبْرٌ ولا عُسُبٌ
.
|
أقسمتُ بالله: ديني لا أبدِّلُهُ
.
|
|
وغمدُ سيفي برئٌ منه… لا نَسَبُ
.
|
أتهدأُ العينُ في نومٍ ومُضطَجَعٍ
.
|
|
وأرض مَسْرى رسول الله تُغتَصبُ
.
|
أَيَبْسُمُ الثغرُ في لهو وفي فرحٍ
.
|
|
وطفلةُ القدس في القضبانِ تَنْتَحِبُ
.
|
ويلاهُ… يا أُمَّةً بَشَّتْ لقاتلها
.
|
|
ويلاهُ… يا أُمُّةً أمجادُها سَلَبُ
.
|
|
* * *
|
|
يا لليهودِ غَرَفْتُمْ أنَّهم ظُلموا
.
|
|
والظلمُ تَأْنَفُ منه السُّادةُ النُجُبُ
.
|
قولوا لهم: «عذْرُنا أنّاتُ أرملةٍ
.
|
|
ودمعُ شيخٍ على أثوابه سَرَبُ»
.
|
قولوا لهم: «عذْرُنا جرحٌ ومجزرةٌ
.
|
|
وهتكُ عِرضٍ وسجنٌ كلُّه نَصَبُ»
.
|
«إنّا استجبنا لأهواءٍ (مناضلةٍ)
.
|
|
وللكرامةِ.. أما اليومَ لا غَضَبُ»
.
|
وخُشَّعاً سُجَّداً جِئْنَا بتَوْبَتِنا
.
|
|
وفي المآقي الدموعُ الهُطْلُ تَنْسَكِبُ!»
.
|
ألقوا النقابَ، وزحفاً نحو مؤتمرٍ
.
|
|
حيث البلاغةُ والأشعارُ والخُطَبُ
.
|
ألقوا النقابَ، فقد بانَتْ وجوهُكُمْ
.
|
|
ما عاد يُجدي التَّخَفِّي اليومَ والحُجُبُ
.
|
هَيّا ازْحفوا… فأفاعي الأرضِ زاحفةٌ
.
|
|
وَقَبِّلُوا رِجْلَ إسرائيل تكتبوا
.
|
|
* * *
|
|
صليلُ سيفكَ ماضٍ ليسَ يُسكِتُهُ
.
|
|
صريرُ أقلامهم، بل كلُّ ما كتبوا
.
|
نارُ اليهودِ كنارِ الفرسِ خامدةٌ
.
|
|
عمّا قريب… ونصرُ الله مُرتَقَبُ
.
|
فاشْدُدْ بعزمِك ولتضربْ عُروشَهُمْ
.
|
|
وَلْيهوِ ما رَكبُوا.. وَلْيهوِ ما ارتَكَبُوا
.
|
جيشُ العقيدةِ جَبَّارٌ ومُنْتَقمٌ
.
|
|
جندُ المساجدِ لا ينتابُهُمْ رَهَبُ
.
|
جيلُ المصاحفِ ضَارٍ في تَوَعُّدِهِ
.
|
|
ورايةُ الدينِ قد تاقَتْ لها الهِضَبُ
.
|
صونوا العروشَ طُغاةَ العُرْبِ وانتخَبوا
.
|
|
لها النمارقَ وليُنْقَشْ من حولها العَقِبُ
.
|
تَرْوي لكم كيفَ نادى كلُّ طاغيةٍ:
.
|
|
«أنا الإله.. لِيَ الأمجادُ والغَلَبُ».
.
|
وكيف هانوا وذَلُّوا بعدما رُفعوا
.
|
|
وذي جماجمُهُمْ ضاقَتْ بها التُرَبُ
.
|
الله أكبرُ… جُنْدُ اللهِ قادمةٌ
.
|
|
تجتَثُّ هاماتِكُمْ، بالفأسِ، يا نُصُبُ
.
|
كبّرْ وسُلَّ سيوفاً كلُّها غَضَبُ
.
|
|
وأوقِدِ الفجرَ ناراً كلُّها شُهُبُ
.
|