خَبُرْتُ على الأيام فنَّ التعامل 
.
 | 
 
 | 
فلم ألْفِ خيراً من دوام التغافُلِ 
.
 | 
رأيتُ عمومَ الناسِ في السوءِ أوغلوا 
.
 | 
 
 | 
فاجهدتُ نفسي في اختيار الأفاضِلِ 
.
 | 
إذا اخترتَ فاختر دائماً عن رويةٍ 
.
 | 
 
 | 
فرافضُهمْ خيرٌ من المتساهِل 
.
 | 
صديقُك غُضَّ الطّرْفَ عن هَفَواتِه 
.
 | 
 
 | 
لعلك تلقاهُ زمانَ النَّوازِل 
.
 | 
وعاتبْ قليلاً بعد طولِ مساءةٍ 
.
 | 
 
 | 
فإن لم يُفدْ فاقطْع حبالَ التّواصل 
.
 | 
صديقَك من أرخى عليك جناحَه 
.
 | 
 
 | 
ولم يبغِ منك الخيرَ دون مقابل 
.
 | 
ولستُ أرى حُسنَ المظِنَّةِ مانعاً 
.
 | 
 
 | 
تدبُّرَ أسبابٍ وسِبْرَ وسائِل 
.
 | 
وإن كنت تهوى فاقتصدْ في محبّةٍ 
.
 | 
 
 | 
ولا تَرِمْ مَن تَقْلي بكلِّ الرذائل 
.
 | 
لعلك تَقْلي من تحبُّ، وتجتبي 
.
 | 
 
 | 
بغيضَك فالثباتُ ليس بماثل 
.
 | 
وإن كنتَ ميسوراً فمُدَّ يدَ النّدى 
.
 | 
 
 | 
فتفتحَ أبوابَ الورى بالأنامل 
.
 | 
وإن كنت ذا عُسرٍ فعلمُك فاتحٌ 
.
 | 
 
 | 
قليلاً وإلا فانغلاقُ المداخل 
.
 | 
وإن كنت تسعى كي تنال رضاهُمُ 
.
 | 
 
 | 
فحيلُك مقطوعٌ ولستَ بواصِلِ 
.
 | 
ولا تجعلِ الواشي يُتِمُّ كلامَهُ 
.
 | 
 
 | 
ولا تَسمعنْ يوماً مَقولَة ناقلِ 
.
 | 
وكنْ حَذِراً من ساقط الأصل إنّه 
.
 | 
 
 | 
سَيُصْدِرُ يوماً عن وضيعِ الشمائل 
.
 | 
ومَن كان ذا حقٍّ فليس بآمنٍ 
.
 | 
 
 | 
على حقّ إذ دونه صَوْلُ باطل 
.
 | 
ولم أر كالمعروف مهما سترتَهُ 
.
 | 
 
 | 
تَبدَّى ولم يَحْفِلْ بسُتْرَةِ باذلِ 
.
 | 
إذا نُؤْتَ مِن بلوى فغيرُك مبتلىً 
.
 | 
 
 | 
بأكبرَ منها فاصطبرْ لا للبلابل 
.
 | 
ولا تشكُوَنْ إلا لربِّك كُربةً 
.
 | 
 
 | 
وإلا تكن مثل النّساء الأرامل 
.
 | 
يُسارُ إلى الغايات دون تعجُّلٍ 
.
 | 
 
 | 
إذا عزّ قطعُ البيد جيءَ ببازل 
.
 | 
إذا كنت ترجوا الفضلَ فاطلبْ وداده 
.
 | 
 
 | 
بحلمٍ على العادي وهَجْرِ التطاول 
.
 | 
وما طلبَ اللّذاتِ من كان راجياً 
.
 | 
 
 | 
بلوغَ الذُّرى يوماً وحَمْلَ المشاعلِ 
.
 | 
إذا شئت حُسَن الذكر دون مَلاَمةٍ 
.
 | 
 
 | 
فأدّ حقوق الناسِ دون تكاسل 
.
 | 
ومن كان في صحبٍ فلم ينصحوا لهُ 
.
 | 
 
 | 
فَتَرْكُهُمُ حتمٌ على كلِّ عاقل 
.
 | 
ومن لم يكنْ ذا أهبةٍ كلَّ لحطةٍ 
.
 | 
 
 | 
لكلِّ احتمالٍ كان صيدَ الحبائل 
.
 | 
وصانِعْ إذا حِفْتَ الرّدى من ذوي الرّدى 
.
 | 
 
 | 
وجاهرْ إذا كان الأذى غيرَ قاتل 
.
 | 
ولا تطلبنَّ المزحَ إلا أقلَّهُ 
.
 | 
 
 | 
فلا يُكثر الطبّاخُ ذَرَّ التوابل 
.
 | 
ولستَ تريدُ الخيرَ أنْ تَهَبَ الجدا 
.
 | 
 
 | 
أمامَ الورى تبغي رياءَ المحافل 
.
 | 
وما المدحُ إلا اثنان: للمرءِ واحدٌ 
.
 | 
 
 | 
فإما مدِيحُ الذاتِ أو مَدحُ قائل 
.
 | 
وكلُّ طريقٍ مستقيمٍ وإنْ بدا 
.
 | 
 
 | 
طويلاً قصيرٌ ثم بادي المراحل 
.
 | 
وليس لموفو الحِجى غيرُ شدةِ الحياِةِ 
.
 | 
 
 | 
ولا يلهو بها غيرُ جاهل 
.
 | 
وما كلّ ما تسعى إليه تنالُهُ 
.
 | 
 
 | 
جميعاً لذا فاطلبْ كبيرَ المسائل 
.
 | 
ومَن يركب السَّهل الأمينَ فإنّه 
.
 | 
 
 | 
يحصّلُ في دنياهُ دنيا المنازل 
.
 | 
إذا كنت إن أعطيتَ ساءَكَ فقدُهُ 
.
 | 
 
 | 
فلا تُعطِ إنَّ البذلَ غيرُ التباذل 
.
 | 
ومن يُعطَ حُسنَ القولِ يَقْصُرْ لسانُه 
.
 | 
 
 | 
وذو العِيّ مدَّادُ اللّسانِ كباقِلِ 
.
 | 
وإن كنت تبغي نيلَ حقٍّ مضيَّعٍ 
.
 | 
 
 | 
لدى ظالم فاسلكْ سبيلَ التحايل 
.
 | 
ومن كان ذا تقوى يكنْ ذا فراسةٍ 
.
 | 
 
 | 
لعينيه نورٌ كاشفٌ للمَجَاهِل 
.
 | 
إذا شئت عِرفانَ الفتى سَلْهُ حاجةً 
.
 | 
 
 | 
تُشاغِلُه عما به من تشاغُلِ 
.
 | 
ولا تقعَنْ في مأزقٍ ثم تطلبَنْ 
.
 | 
 
 | 
خلاصاً وحاذرْ من غبار المشاكل 
.
 | 
ودأبُ الفتى علمٌ وكسبٌ وطاعةٌ 
.
 | 
 
 | 
وما اللْهُو إلاّ مِثْلُ وقْفِ الفواصل 
.
 | 
وفي كلّ يومٍ خذْ لنفسِكَ فترةً 
.
 | 
 
 | 
تراجعْ فيها ما مضى مِن فَعائِل 
.
 | 
ومن كان يبغي الجاه فالعمْ بأنه 
.
 | 
 
 | 
يريدُك جسراً أو مطيةَ واصلِ 
.
 | 
حلفتُ فلم أحْنَثْ بأنّ خلاصةَ 
.
 | 
 
 | 
التجارِب علمُ الشيء علم البدائل 
.
 |