وارْتَدُوا الخِزْيَ حُلَّةً والعارا 
.
 | 
 
 | 
طأْطِئوا الرأسَ ذِلّةً وانكساراً 
.
 | 
وتباروْا إلى السُّفوحِ انْحِدارا 
.
 | 
 | 
وتَواروْا عن شامخات المعالي 
.
 | 
للرزايا، فما أعز البِدارا 
.
 | 
 | 
بادِروا بالهوان غيرَ كِرامٍ 
.
 | 
وسيروا في رَكْبها حيثُ سارا 
.
 | 
 | 
وارْكَعوا كالعبيد في قُدْسِ أميركا 
.
 | 
حِماكمْ وأهلكمْ والديارا 
.
 | 
 | 
واشكُروا جيشَها الذي راحَ يجتاحُ 
.
 | 
يُمْطِرُ الذلَّ فوقكم والصَّغارا 
.
 | 
 | 
واشكروا صوتها الذي تعالى 
.
 | 
تَحْرِقُ الزرعَ نارُه والثمارا 
.
 | 
 | 
واشكروا حقدَها الذي يَتَلظّى 
.
 | 
عليكمْ وقَبّلوا الدولارا 
.
 | 
 | 
واشكروا كَفَّها التي تُغدِقُ الفَضْلَ 
.
 | 
برّح الشوق لهفة وانتظارا 
.
 | 
 | 
يَوْمُ مَدْريدَ قد أطل ومِنكم 
.
 | 
رَفعوا مِنهُ لِلسَّلام شعارا 
.
 | 
 | 
ودَعاكمْ إلى الخيانة صوتٌ 
.
 | 
شَيِّعوُا المجدَ والعلا والفَخارا 
.
 | 
 | 
فاسْتَجيبوا، وقبل أن تستجيبوا 
.
 | 
كان فيه العرّابَ والسِّمسارا 
.
 | 
 | 
إنَّ عهد الساداتِ منكمْ قريبٌ 
.
 | 
في فلسطين وجههُ المستعارا 
.
 | 
 | 
يَوْمَ أنْ سارَ لليهودِ وألقى 
.
 | 
وحصان مُدرَّب لا يجارى 
.
 | 
 | 
وهو للأَمْيركان مذْ جاءَ عبدٌ 
.
 | 
وادْخلوا البابَ واقْتفُوا الآثارا 
.
 | 
 | 
فُتحَ الباب فَاستعدُّوا جميعاً 
.
 | 
عُدة الحربِ واسْتطيبُوا الفِرارا 
.
 | 
 | 
واتْركوا ساحةَ الجهادِ وأَلْقُوا 
.
 | 
وكونوا الأبطالَ والأحرارا 
.
 | 
 | 
وضَعُوا في أعناقكمْ رِبْقَةَ الغُلْلِ 
.
 | 
فامنحوهُ الديارَ والأَمصارا 
.
 | 
 | 
جاءَ وفدُ اليهودِ يحملُ سِلْماً 
.
 | 
مستبيحاً صغارَكمْ والكِبارا 
.
 | 
 | 
وامنحوهُ الدماءَ يسفِكُ منها 
.
 | 
مستبيحاً نساءَكمْ والعذارى 
.
 | 
 | 
وامنحوهُ الأعراضَ يفتِكُ فيها 
.
 | 
سبايا من ذِلَّةٍ تتوارى 
.
 | 
 | 
وامنحوهُ مآذِنَ المسجدِ الأقصى 
.
 | 
وخَلّوا جبالَها والبحارا 
.
 | 
 | 
وامنحوهُ منَ الفرات إلى النيلِ 
.
 | 
والشّذى والعبير والأنهارا 
.
 | 
 | 
وامنحوهُ سماءها وثراها 
.
 | 
والرملَ والحصى والصحارا 
.
 | 
 | 
وضِفافَ اليرموكِ والقمحَ والزيْتونَ 
.
 | 
والقُرى والبيوتَ دارا فدارا 
.
 | 
 | 
ورُباها والسهل حقلاً فحقلاً 
.
 | 
في فلسطينَ، ثابتُ لا يُمارى 
.
 | 
 | 
إنّ حقَ اليهودِ حق قديمٌ 
.
 | 
كان لله شعبه المختارا 
.
 | 
 | 
إنّ شعبَ اليهودِ شعبٌ عريقٌ 
.
 | 
يحملُ الغيث دافقاً يَجري انهمارا 
.
 | 
 | 
بَيْكَرٌ جاء بالسلام بشيراً 
.
 | 
يَبْعثُ السُّمَ خُفْيةً وجِهارا 
.
 | 
 | 
دبَّ كالأفْعُوان في كل قُطرٍ 
.
 | 
نَشاوى وداعِبوا الأوتارا 
.
 | 
 | 
فاشربُوا نخبهُ على نَغَمِ الجازِ 
.
 | 
وتيهوا على العُروش سُكارى 
.
 | 
 | 
وأَديروا الكؤوسَ في حان أميركا 
.
 | 
وأهلوه في القيود أُسارى 
.
 | 
 | 
وارقصوا كالدُّمى على جَدَثِ القُدْسِ 
.
 | 
وازْهُوا كالفاتحين انتصارا 
.
 | 
 | 
ثم جُرُّوا ذيل الهزيمة والخِذلانِ 
.
 | 
واملأوا الأُفق صاعقاتِ ونارا 
.
 | 
 | 
واملأوا مسرح الأثير ضجيجاً 
.
 | 
وقبابُ الأقصى تميدُ انهيارا 
.
 | 
 | 
أيُ سِلْمٍ وصوتُ شاميرَ يَعْلوا 
.
 | 
بالمقاليعِ تقذفُ الأحجارا 
.
 | 
 | 
وزُنودُ الأطفالِ كلّتْ وناءَتْ 
.
 | 
خائرُ العزمِ لا يصيدُ حُبارى؟ 
.
 | 
 | 
وسلاحُ الجنود أخرسُ واهٍ 
.
 | 
ورِياضُ الجنّات عادتْ قِفارا 
.
 | 
 | 
يا حماةَ الإسلامِ والخطبُ داجٍ 
.
 | 
ولَهيبُ الكفاحِ يشكو الأوارا 
.
 | 
 | 
وأَنينُ الجِراح في كل صدرٍ 
.
 | 
في ديار الهُدى تزيد استعارا 
.
 | 
 | 
ولصهيوْنَ والصليبِ جَحيمٌ 
.
 | 
وبه موكبُ الزمانِ اسْتَنارا 
.
 | 
 | 
أنتُم المشعلُ الذي ليس يخبو 
.
 | 
عربدَ الشرُّ ضارياً واستطارا 
.
 | 
 | 
كَمْ حَطَمْتُمْ مخالِبَ الشرّ لمّا 
.
 | 
وَصَدّوا عن السبيل نِفارا 
.
 | 
 | 
زاغ ركبُ الطغاةِ عن مَنْهج الحَقِ 
.
 | 
ونأوْا عنه يمنةً أو يسارا 
.
 | 
 | 
وتعاموْا عن الضياء وتاهُوا 
.
 | 
وأصرّوا واستكبروا استكبارا 
.
 | 
 | 
تَبِعوا مذعنين فرْعونَ مصرٍ 
.
 | 
كلُ عرشٍ محطماً منهارا 
.
 | 
 | 
سوف يلقَوْن سَهْمَهُ حين يهوي 
.
 | 
وسليمان حين صالَ وثارا 
.
 | 
 | 
خالدٌ هادمُ الطواغيتِ باقٍ، 
.
 | 
كيف ترضى على القيود اصطبارا؟ 
.
 | 
 | 
أمةُ النورِ كَبّلتها قيودٌ 
.
 | 
تتحدى الجلاّدَ الجزّار 
.
 | 
 | 
فاصفعوا جبهةَ الظلوم بكفٍّ 
.
 | 
وأعيدوا ليلَ الوجودِ نهارا 
.
 | 
 | 
واكْشِفُوا الغيهبَ الذي راحَ يَغْشى 
.
 | 
وهو يَكْسُوا مَفارِقَ المجدِ غارا 
.
 | 
 | 
واستعيدوا التاريخ غضاً طرياً 
.
 | 
وارفعوها للسائرين منارا 
.
 | 
 | 
أرجعوا رايةَ الخلافَةِ تزهو 
.
 | 
وهي النورُ للنفوسِ الحيارى. 
.
 | 
 | 
فهيَ النبعُ للقلوبِ الصوادي 
.
 |